د. فؤاد بن يحي الهاشمي
هل يوجد مثلها في التخصصات الأخرى؟ في العالم؟ في الشرق؟ في الغرب؟
لا يدرس فنا واحدا ولا اثنين ولا ثلاثة ولا حتى أربعة بل لو قلت عشرة، لكان أكثر.
يحفظ 600 صفحة هي مجموع آيات الكريم.
يدرس تجويدها، يدرس القراءات، يدرس التفسير، ويظل عمره كله يتنقل في رياض القرآن.
في الحديث، يحفظ المئين بل الآلاف من الأحاديث.
يدرس أسانيدها، رجال الأخبار، الجرح والتعديل، التصحيح والتضعيف، ثم المتن، فقه الأحكام.
يدرس الفقه بابا بابا في سنوات طوال، ثم يدرس القواعد الفقهية ثم المقاصد.
يدرس أصول الفقه.
يدرس علم المنطق.
يدرس التاريخ، وعلم النفس، وعلم الاجتماع.
يدرس علوم العربية علما علما؛
النحو،
الصرف،
البلاغة،
يغوص في الشعر،
ويبحر في الأدب..
يحفظ المتون بحروفها، يحفظ آلاف الأبيات من المنظومات العلمية، وربما حفظ في كل فن 1500 بيت، الفية وقبلها منظومات تمهد لها
ويبني مكتبة متنوعة الفنون، بل لا يترك فنا إلا وجمع أصول الكتب فيه
بل همته العالية، واعتيادها على التفنن، وشغفها بالجديد، غدت تتشوف إلى تعلم لغة أخرى وربما أكثر
ولا يمر عليه زمن إلا ويكر على الكتب المترجمة، من الفلسفة إلى الآداب
وربما وجدته في القانون وقضاياه، أو في المعاملات المالية ومسائلها التي لا تنتهي
بل هو نفسه لا ينتهي، فيه شغف مستمر، متوقد دوما
إنه شيء عجيب، ولون غريب.